"كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون" الأنبياء : 34 ـ 35
المقبرة تبعد عن المنزل 10 كلم فقط ، وفي كل فترة نذهب إلى هناك لتعزية أناس نعرفهم أو لانعرفهم
وفي كل زيارة أأسى لحال الناس وأضحك من تصرفاتهم وأبكي لحالهم وحالنا
كانت المقبرة مصدر خوف من الموت ويخافه أغلب ناس ، وكان الصالحون يذهبون هناك كل فترة ليتذكرواالموت وأهواله ويتذكوا ان مصيرهم هذي الحفرة
فيحاسبوا انفسهم قبل أن يحاسبوا ، ويزيد بذلك ايمانهم
لكن في عصرننا الحالي عجبت من حال الناس في المقابر وبين الجثث والحفر !!
سأذكر لكم لقطات لآخر زياة زرتها كانت من أسبوعين تقريبا :
* جماعة من كبار السن "ليسوا عواجيز" يسولفون ويدردشون تحت الظل بعيدا عن القبر
* جماعة من الشباب من أصحاب البزنس متجمعين خلف جموع المشيعين ويتحدثون عن آخر مستجدات العقار والأسهم
* فجأة تلفون يرن بأغنية فلان وبأعلى صوت في ذروة الحزن !!
* أثناء إلقاء الشيخ كلماته وتذكيره للناس بالموت نسمع ضحكات تتعالى في آخر الجمع
والأعجب من كل هذا ، عندما هّم الناس بحمل الجثة بعد صلاة الميت رأى "س" "ص" وقال ياخي مبرووووووك ع الصفقة ، والجثة امام وجوههم !!
ماذا يكون موقف أهل الميت والعاقلين من الناس منهم ، بل أي التأثر بالوفاة وتذكر الموت
أما قيل: كفا بالموت واعظا !!
فهل كان الناس حينما قيلت المقولة يتأثرون ، وفي وقتنا لا يتأثرون ؟؟
تغير كل شي لكن المقابر ظلت على حالها لم تتبدل ولم تتغير ، فمالذي تغير ؟؟
أسألة جالت في خاطري في طريق العودة للمنزل ...